بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم |
تحـت السور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تحـت السور
كان يجلس في ذهول، تلهيه هالة الأضواء والأجواء الغريبة لقاعة التّصوير عما يدور من حديث داخل ” الأستوديو ” . نظراته المبهمة، الهائمة مثّلت أبلغ تعبير عن سذاجة الطّفولة المقهورة .
استهوته آلات التّصوير الكثيرة وأشكالها المتنوّعة الغريبة، أبهرته فخامة الأثاث، تمنّى لو كان لهم في البيت أريكة مريحة كالتي يجلس عليها الآن، كان سيتسنّى لوالدته النّوم في راحة، دون أن تنغّص ليلتها آلام الظّهر اللّعينة.
تسرقه أحلام اليقظة، تأخذه في رحلة لذيذة، يتخيّل هذا المكان ملكا له، يتخيّل نفسه وقد صار رجلا بشاربين كثّين، جالسا خلف هذه الآلات الخرافيّة يحركها و يكلّم من حين لآخر سيّدة جميلة كالتي تجلس أمامه الآن .
تطير به الأحلام، ينسى خجله لدقائق لكن لغط الجمهور يأتي من حين لآخر فيوقظه ليعيده إلى واقعه المرير، يحاول أن يسأل أمه عن سبب قدومه إلى هذا المكان، لكنها تنتهره بلطف، تسكته بوخزة صغيرة هامسة في أذنه ” تأدّب يا بنّي، الناس يشاهدوننا، كن عاقلا … ” . هي أيضا يحتلّها الخجل، ماذا ستجيبه إن أصر على سؤاله، جئنا هنا لنتسوّل، نفضح آلامنا أمام آلاف البشر على المباشر، ترى هل سيغفر لها حين يكبر؟ هل سيتفهّم معاناتها ؟ تهاجمها أسئلة بغيضة لكنها مع ذلك تخفي حرجها وتواصل حوارها الثقيل مع المذيعة بينما طفلها يغوص في أحلامه، محاولا لجم فضوله والإكتفاء بإمتاع نظره .
فجأة تضع أمّه المصدح بين يديه وتباغته السيّدة الأنيقة بسؤال غريب لم يعتد سماعه ” أحمد … قل لي ماذا تريد ، ما الذي ينقصك …”، السؤال مفاجئ، غريب أمر هذه السّيدة، تفحّصها بنظرة سريعة، أنيقة وجميلة، جذبه لمعان السّاعة في معصمها وبشرتها البيضاء السّاحرة . ظل صامتا لبرهة لكنّها ألحّت عليه ” أحمد تكّلم، لا تخجل، ما الذي تريده، ما هي الأشياء اللتي تحبّها ؟ ” . ” ماذا تريد، ماذا تحب، ما الذي ينقصك ؟ ” هو يريد أشياء كثيرة، تنقصه أشياء كثيرة، ترى هل يستسمحها اللّعب بتلك الآلات الغريبة، هل يطلب منها أخذ الأريكة كي يخفف من ألم والدته، هل يصارحها بأنّه يريد تقبيلها ويشتهي أن يملك في يوم من الأيّام ساعة لامعة مثل ساعتها .
إنساب مع سيل أمانيه المكتومة لكنّ خاطرا ثقيلا نغّص تفكيره البريء، تذكّر كلمات معلّم الرّياضة حين نهره ومنعه من اللّعب في حصّته نظرا لأنه لا يملك حذاءا رياضيا، تذكّر نظرات الشفقة في عيون زميلاته وعبارات السّخرية التي نبس بها الصبية وهم يشيرون إليه ويغيظونه، تذكّر الوقوف المهين تحت سور الملعب، حابسا دمعه، كاظما حقده مصطنعا عدم المبالاة أمام أصدقائه .
غالبته الأحاسيس و دون أن يشعر تنهّد ناطقا عبارته اليتيمة بحرقة “أريد حذاءا رياضيا ” كلماته خرجت كالرّصاصة لتخترق قلوب كل من شاهدوه، سكت الجميع و نزل على الحاضرين صمت مريع إذ لم يتمالك الطفل نفسه وأجهش بالبكاء، إنّه الصمت المقدّس في حضرة الألم الأزليّ للبشر المضطهدين . ضمته الأم بين ذراعيها محاولة مواساته و مسح دموعه المنهمرة، لكنّها لم تتمالك هي الأخرى نفسها، كان إحساس الذنب ينهشها، ما الذي أتى بها إلى هذا المكان الملعون سوى الشيطان والفقر المهين .
ارهقها كبت مشاعرها واستسلمت لبكاء مر، لم تكن وحدها تبكي، بكت المذيعة والجمهور ولن تكون إنسانا إن لم تبكي دما عند مشاهدة هذا الفصل الدّرامي الواقعي.
لكن ما فائدة دموعك أيّها السّاذج أمام هذا البؤس المقزز، ما نفع نواحك ما دمت ستجد ألف تعليل لركودك حين تخلد إلى نفسك، بكاؤك مجرّد ترويح عن النفس يسكت إحساسك بالذّنب وبالمسؤوليّة تجاه هؤلاء المعذّبين على الأرض.
لن تتحمّل المشهد، لا عليك حاول الهروب وغير القناة لكن بذاءة الواقع ستلاحقك، نشرة الأخبار ينضح منها العار، نوّاب المجلس التأسيسي يسعون لتمرير منحة جديدة، صراع ديكة تحت قبّة مجلس الشّعب، من سينال شرف سرقة الشّعب، شتائم ومشادات وترّهات، شريط هندي مبتذل، هذا يريد اقتناء سيّارة والآخر لديه إلتزامات عائليّة وثالث لم تعد تكفيه ” الشّهريّة ” ورابع يريد منحة سياحيّة وخامس يعربد لأن إيجار مكتبه ارتفع و سادس لأن” الوسكي ” عن طاولته انقطع والشعب مازال يجتر الصبر، ينتظر يوم الفرج والدّستور أكله الحمار والوطن يهدده الدّمار وأحمد مازال يجلس كل اسبوع خلال حصّة الرّياضة تحت السور
لأنه لا يملك ثمن حذاء رياضي …
استهوته آلات التّصوير الكثيرة وأشكالها المتنوّعة الغريبة، أبهرته فخامة الأثاث، تمنّى لو كان لهم في البيت أريكة مريحة كالتي يجلس عليها الآن، كان سيتسنّى لوالدته النّوم في راحة، دون أن تنغّص ليلتها آلام الظّهر اللّعينة.
تسرقه أحلام اليقظة، تأخذه في رحلة لذيذة، يتخيّل هذا المكان ملكا له، يتخيّل نفسه وقد صار رجلا بشاربين كثّين، جالسا خلف هذه الآلات الخرافيّة يحركها و يكلّم من حين لآخر سيّدة جميلة كالتي تجلس أمامه الآن .
تطير به الأحلام، ينسى خجله لدقائق لكن لغط الجمهور يأتي من حين لآخر فيوقظه ليعيده إلى واقعه المرير، يحاول أن يسأل أمه عن سبب قدومه إلى هذا المكان، لكنها تنتهره بلطف، تسكته بوخزة صغيرة هامسة في أذنه ” تأدّب يا بنّي، الناس يشاهدوننا، كن عاقلا … ” . هي أيضا يحتلّها الخجل، ماذا ستجيبه إن أصر على سؤاله، جئنا هنا لنتسوّل، نفضح آلامنا أمام آلاف البشر على المباشر، ترى هل سيغفر لها حين يكبر؟ هل سيتفهّم معاناتها ؟ تهاجمها أسئلة بغيضة لكنها مع ذلك تخفي حرجها وتواصل حوارها الثقيل مع المذيعة بينما طفلها يغوص في أحلامه، محاولا لجم فضوله والإكتفاء بإمتاع نظره .
فجأة تضع أمّه المصدح بين يديه وتباغته السيّدة الأنيقة بسؤال غريب لم يعتد سماعه ” أحمد … قل لي ماذا تريد ، ما الذي ينقصك …”، السؤال مفاجئ، غريب أمر هذه السّيدة، تفحّصها بنظرة سريعة، أنيقة وجميلة، جذبه لمعان السّاعة في معصمها وبشرتها البيضاء السّاحرة . ظل صامتا لبرهة لكنّها ألحّت عليه ” أحمد تكّلم، لا تخجل، ما الذي تريده، ما هي الأشياء اللتي تحبّها ؟ ” . ” ماذا تريد، ماذا تحب، ما الذي ينقصك ؟ ” هو يريد أشياء كثيرة، تنقصه أشياء كثيرة، ترى هل يستسمحها اللّعب بتلك الآلات الغريبة، هل يطلب منها أخذ الأريكة كي يخفف من ألم والدته، هل يصارحها بأنّه يريد تقبيلها ويشتهي أن يملك في يوم من الأيّام ساعة لامعة مثل ساعتها .
إنساب مع سيل أمانيه المكتومة لكنّ خاطرا ثقيلا نغّص تفكيره البريء، تذكّر كلمات معلّم الرّياضة حين نهره ومنعه من اللّعب في حصّته نظرا لأنه لا يملك حذاءا رياضيا، تذكّر نظرات الشفقة في عيون زميلاته وعبارات السّخرية التي نبس بها الصبية وهم يشيرون إليه ويغيظونه، تذكّر الوقوف المهين تحت سور الملعب، حابسا دمعه، كاظما حقده مصطنعا عدم المبالاة أمام أصدقائه .
غالبته الأحاسيس و دون أن يشعر تنهّد ناطقا عبارته اليتيمة بحرقة “أريد حذاءا رياضيا ” كلماته خرجت كالرّصاصة لتخترق قلوب كل من شاهدوه، سكت الجميع و نزل على الحاضرين صمت مريع إذ لم يتمالك الطفل نفسه وأجهش بالبكاء، إنّه الصمت المقدّس في حضرة الألم الأزليّ للبشر المضطهدين . ضمته الأم بين ذراعيها محاولة مواساته و مسح دموعه المنهمرة، لكنّها لم تتمالك هي الأخرى نفسها، كان إحساس الذنب ينهشها، ما الذي أتى بها إلى هذا المكان الملعون سوى الشيطان والفقر المهين .
ارهقها كبت مشاعرها واستسلمت لبكاء مر، لم تكن وحدها تبكي، بكت المذيعة والجمهور ولن تكون إنسانا إن لم تبكي دما عند مشاهدة هذا الفصل الدّرامي الواقعي.
لكن ما فائدة دموعك أيّها السّاذج أمام هذا البؤس المقزز، ما نفع نواحك ما دمت ستجد ألف تعليل لركودك حين تخلد إلى نفسك، بكاؤك مجرّد ترويح عن النفس يسكت إحساسك بالذّنب وبالمسؤوليّة تجاه هؤلاء المعذّبين على الأرض.
لن تتحمّل المشهد، لا عليك حاول الهروب وغير القناة لكن بذاءة الواقع ستلاحقك، نشرة الأخبار ينضح منها العار، نوّاب المجلس التأسيسي يسعون لتمرير منحة جديدة، صراع ديكة تحت قبّة مجلس الشّعب، من سينال شرف سرقة الشّعب، شتائم ومشادات وترّهات، شريط هندي مبتذل، هذا يريد اقتناء سيّارة والآخر لديه إلتزامات عائليّة وثالث لم تعد تكفيه ” الشّهريّة ” ورابع يريد منحة سياحيّة وخامس يعربد لأن إيجار مكتبه ارتفع و سادس لأن” الوسكي ” عن طاولته انقطع والشعب مازال يجتر الصبر، ينتظر يوم الفرج والدّستور أكله الحمار والوطن يهدده الدّمار وأحمد مازال يجلس كل اسبوع خلال حصّة الرّياضة تحت السور
لأنه لا يملك ثمن حذاء رياضي …
يارا- عضو مهم جدا
- عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 10/01/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد سبتمبر 29, 2019 6:27 am من طرف بنت الخليج
» جلب الزوج و انهاء المشاكل
الخميس سبتمبر 12, 2019 11:18 am من طرف الشيخ حسنى
» سحر الجماع سحر الصبه سحر على نكاسه جلب المحارم لي الجنس
الأربعاء أغسطس 21, 2019 11:25 am من طرف بنت الخليج
» انقز حياتي من حبل المشنقه
الأحد أغسطس 04, 2019 2:07 am من طرف بنت الخليج
» الف الف شكر يا شيخ
الأحد أغسطس 04, 2019 2:03 am من طرف بنت الخليج
» تفسيرجماع الرجل امرأه وهي حائض
الأحد أغسطس 04, 2019 2:01 am من طرف بنت الخليج
» لامات تدل على الحمل 00201097710116
الأحد أغسطس 04, 2019 1:59 am من طرف بنت الخليج
» جلب جلب جلب 01097710116
الجمعة يونيو 28, 2019 10:43 pm من طرف الشيخ حسنى
» السحر الاسود...
الجمعة يونيو 28, 2019 9:55 pm من طرف بنت الخليج